لا تحبنّي !

من أجل نفس السبب

الذي جعلك تعتقد أنني متجددّة بوجهٍ جديد

أنا ايضاً بدوري أحس أنني لم أعد

أستطيع الاقتران بالعالم الحديث

ولا لواحد سانتي بالقرب منك

لقد وقفت بعيداً

لأنني سوف أختفي يوماً ما من هذا العالم

و رؤية الحياة تسير أمامي مقلقه

لقد أخترت أن أجمد في مكاني

دون أن أكافح

دون أن ألمع

دون أن أدور

دون أن اتورد

سوف يذهب بريق عيني أعرف

سوف يختفي صوتي الغاضب أعرف

سوف يتطاير شعري أعرف

سوف تنقسم عظامي أعرف

سوف أحترق أعرف

,

,

أنا الشريرة للحظه أعرف

الحياة في رأسي لعينة

كما لو أن النهّار مظلم

كما لو أن الأرض مشققّه

تتصاعد منها

أديم المستنقعات الفائضة

هكذا يفعل بي الخوف

والموت ايضاً

أنا الإنسان الضائع في رداءة الحياة الخانقة

أنا الإنسان المصاب بوجع الكلمات اليائسة

كيف يمكن لـ إنسان مثلي أن يعيش

بالحب وحده !

!

أنني أحتاج للرحمة

أحتاج للخلاص

,

,

من أجل كل كلمة نعم قلتها

من أجل كل كلمة لا قلتها

من أجل ملامحي التي ابتسمت فيها معك

من أجل الحزن العميق الذي لم يتركني أعيش

لحظه واحده هانئه

اتركني

لا تحبني

,

,

عندها لن أكون الفجر الغاضب

لن أكون الصوره الباردة في رأسك

لن أكون الإنسان الذي لايشبهك

لن أكون العلّة النفسية

لن أكون الإنسان المكتظ

لن أكون الإنسان أبداً

سوف أكون الصخرّه

التي كسرت بها صلابتي

سوف أكون القشرة لطبقتي السفلى

القشرة الرقيقة

التي تشبه شجرة اليوكالبتوس

متوهجة

وحيده

في أعالي التلال

هذا ما أحلم به

أن أكون شجرة

شجرة فقط

,

,

عندها لن أهتم بما أشعر في

الشتاء الحزين

ولا منتصف الليل الأديم

عندها لن أفكر كيف يبدو القلق في رأسي

لو أنه حقاً يتحدث بصوتٍ عال

عندها لن أشعر بالخوف

لأنه لا يمكن أن اختبئ

فوقت الظهيرة لايصلح للفزع

عندها لن أحاول باستماتة

أن أتحدث مع غريب لا أعرفه

في الحمام العمومي

حتى لا أبدو وحيده

عندها لن أحاول أن أضع

رأسي على الأسفلت

في الظهيرة فقط لأنني أفتقد

لسع الشمس على وجهي

,

لا أريد أن أكون محاصره

في الثامنة والعشرين

لا أريد أن ينظر لي الله من الأعلى

ويشعر أنه منحني القلق

لا أريده أنه يشعر أنني سلكت

الدرب الموحش فقط

وأنني أضغط بقدمي على ديناميت

لا أريده أن يرى

نوع الحياة في رأسي

,

لأن رأسي

قرص مدمج يدور فقط

والألم نفسه

كل يوم .